مقدمة القصة
في عالم يبدو كأنه انفصل عن الزمن، حيث تتشابك الخرافة بالواقع، وتقع العجائب بين طيات الطبيعة، هناك قرية صغيرة تدعى "جبل النور". يعيش أهلها على التقاليد والهدوء، لكن خلف ستائر الحياة اليومية، يوجد سرٌ قديمٌ لا يُروى... اسمه "وادي النسيان".
هذه ليست مجرد قصة خيال... بل هي رحلة داخل الذات، واختبار للذاكرة والهوية، وغوصٌ في أعماق المجهول.
ياسين – بطل من نوع مختلف
من هو ياسين؟
شابٌ في أوائل العشرينات، نُشئ بين أحضان الطبيعة الصامتة، لكنه لم يكن مثل أقرانه. كانت لديه نظرات طويلة نحو الأفق، وأحلام تتجاوز حدود الجبال المحيطة. كان دائمًا يسأل: "لماذا يُمنع علينا الذهاب إلى الجنوب؟ لماذا لا يروي أحد ما يحدث هناك؟"
كيف بدأ كل شيء؟
في إحدى الليالي، وبينما كان يفتش في صندوق قديم في علية منزله، وجد شيئًا لم يكن يتوقعه أبدًا... مظروف جلدي أسود، مغبر، ومغلق بشمع قديم.
جبل النور – أرض الغموض
أساطير الجدة عن الوادي
كانت جدته تحكي له كل ليلة عن "وادي النسيان"، ولكن همسًا. تقول إن من يدخل الوادي يخرج بلا اسم، بلا ماضٍ، وأحيانًا لا يخرج أبدًا. تقول إن صخور الوادي تحفظ الذكريات، وتعيد ترتيبها بطريقتها الخاصة.
الحظر الذي لا يُكسر
في جبل النور، كان الاقتراب من الجنوب جريمة. لا أحد يناقش السبب، فقط يُقال: "هكذا أمر الأجداد."
الرسالة القديمة وبداية التحوّل
اكتشاف المظروف الغامض
الخريطة السرية
كانت هناك خريطة ممزقة، عليها مسار غريب يؤدي إلى مكان محدد جنوب القرية. قلبه بدأ ينبض بشدة... هذه اللحظة كانت بداية كل شيء.
القرار المصيري لياسين
صراع داخلي بين الخوف والفضول
هل يترك حياته خلفه من أجل سر؟ هل يخاطر بفقدان نفسه؟ الأسئلة كانت لا تنتهي، لكنه شعر أن هذه الرحلة تخصه هو، ولا أحد غيره.
ترك كل شيء وراءه
في الصباح الباكر، خرج ياسين من منزله حاملاً الخريطة وبعض الزاد، وانطلق دون أن يلتفت وراءه.
دخول الوادي – البداية الحقيقية
ما قبل الخطوة الأولى
على حافة الوادي، وقف ياسين لثوانٍ، يتردد… ثم خطى.
دخول بوابة الضباب
كان مدخل الوادي أشبه بضباب كثيف لا يرى خلاله شيء. ما إن دخل، حتى اختفى الصوت واللون والاتجاه.
الاضطراب الزمني والمكاني
لم يعد يعرف كم مضى من الوقت. يوم؟ أسبوع؟ سنة؟ كل شيء أصبح نسبيًا.
لقاء الشخصيات الغامضة
ليلى الحكيمة – العارفة بالنبوءة
ظهرت له فتاة شابة، ترتدي عباءة خضراء، تقول له: "كنت بانتظارك منذ سنوات. أنت الذي سيوقظ الذاكرة."
عمار – الحارس الأخير للسر
في كوخٍ داخل الوادي، التقى برجل طاعن في السن، لا يرى لكن يعرف كل شيء. قال له: "أنا حارس هذا المكان، ومن هنا تبدأ الاختبارات."
اختبارات الوادي الثلاثة
اختبار الذاكرة
عُرضت أمام ياسين مشاهد من طفولته، عليه أن يتذكر تفاصيل دقيقة جدًا. كل خطأ يكلفه فقدان ذكرى.
اختبار النية
اختبار القلب
كان عليه أن يختار بين إنقاذ نفسه أو فتاة تُشبه ليلى. اختار الفتاة دون تردد، وهنا اجتاز الاختبار النهائي.
مواجهة "حراس النسيان"
المعركة الصامتة
واجه مخلوقات بلا وجوه، لا تتكلم، لكن تُسحبك إلى أعماق النسيان إن نظرت في عيونهم.
صدى الذكريات
أنقذ نفسه بذكرى ضحكة والدته. "كانت الذكرى هي السلاح الوحيد."
سر العائلة المنسي
ظهور الجد الحي في هيئة الروح
ظهر طيف لرجل قال: "أنا جدك… لم أمت، بل أصبحت جزءًا من الوادي."
أصل ياسين وحقيقته
علم أنه ينحدر من سلالة "حماة الذاكرة"، وأن مهمته كانت منذ ولادته.
لماذا اختير هو؟
لأنه "الذاكرة الحية"، الوحيد الذي لم ينسَ رغم كل ما مرّ.
كشف الحقيقة العظمى
الوادي كمرآة للعالم
الوادي لم يكن مجرد مكان… بل كان مرآة للبشرية. من نسي ماضيه، ضاع مستقبله.
ذاكرة البشرية ومصيرها
إن ضاعت الذاكرة، ضاعت القيم، وضاع الإنسان. وهذا ما كان يحاول الوادي حمايته.
العودة إلى القرية – نهاية البداية
كيف استُقبل ياسين؟
عاد مختلفًا. عيناه تتكلمان أكثر من لسانه. أصبح الناس ينظرون له كمنقذ.
التغيير في جبل النور
بدأت الحكايات تُروى من جديد. أُزيل الحظر عن الجنوب، وعاد الوادي مكانًا للتأمل لا للخوف.
خاتمة القصة
دروس الرحلة
تعلم ياسين أن الرحلة ليست فقط لاكتشاف مكان… بل لاكتشاف الذات، وأن من يعرف ماضيه… لن يخاف المستقبل.
هل انتهت المغامرة فعلاً؟
قالت له ليلى وهو يغادر: "كل وادٍ نسيان… ينتظر من يوقظه."