قصة عملية البطريق السريّة

المشهد 1: المهمة المستحيلة تبدأ

في أحد الأحياء الهادئة، اجتمع "سمير" ورفاقه في سطح منزله، يخططون لعملية سرية خطيرة… سرقة "البطريق" الخاص بمدير المدرسة! لم يكن هذا البطريق حقيقيًا، بل تمثال ضخم وُضع عند مدخل المدرسة، لكن بالنسبة للطلاب، كان أشبه برمز للقهر والواجبات المدرسية الثقيلة.

قال "خالد" بحماس:
— "إذا نجحنا في سرقة البطريق، سنصبح أساطير المدرسة!"

أما "حسن"، فكان أقل حماسًا:
— "لحظة… ولماذا نسرقه بالضبط؟"

ابتسم "سمير" بمكر:
— "لأن مدير المدرسة يكرهه! تذكروا عندما قال أنه يود لو يختفي؟ سنجعل أمنيته تتحقق!"

نظر الجميع لبعضهم، ثم صاحوا بحماس:
— "عملية البطريق السرية… تبدأ الآن!"

المشهد 2: وضع الخطة الذكية (أو الغبية؟)

جلس الأصدقاء حول طاولة مليئة بأوراق مسطرة ومخططات هندسية غير مفهومة. كان "خالد" يمسك بمسطرة ويشير إلى المدرسة على الخريطة.

— "حسن، أنت ستراقب الحارس، وإذا اقترب، أطلق صوت بومة!"

— "وصوت البومة هذا كيف بالضبط؟"

— "هُوّووووو"

— "حسناً، لكن هذا يشبه صوت حمامة مختنقة!"

— "ليس لدينا وقت لتحسين الأداء الصوتي، المهم أن يكون إنذاراً!"

أما "سمير"، فقد تولى مسؤولية جلب الحبال والمعدات اللازمة لرفع البطريق. لكن "حسن" كان لا يزال متردداً:
— "هل نحن متأكدون أن هذا سينجح؟"

أجاب "سمير" بثقة زائدة:
— "بالطبع، ما الذي قد يحدث؟"

المشهد 3: تسلل منتصف الليل

في الليلة الموعودة، ارتدى الأصدقاء ملابس سوداء (رغم أن "حسن" اختار بيجامة زرقاء وقال إنها "قريبة من الأسود").

وقفوا أمام سور المدرسة. كان الحارس يجلس على كرسيه، غارقًا في قراءة جريدة.

— "حسن، أطلق صوت البومة!"

وقف "حسن"، وبدأ بصوت ضعيف:
— "هُوّوووو؟"

لم يتحرك الحارس.

— "أعلى يا حسن!"

— "هُوّووووووووووو!"

الحارس رفع رأسه، ثم عاد ليقرأ الجريدة.

— "أعتقد أنه أصم…"

— "ممتاز، هذا يسهل المهمة!"

المشهد 4: المواجهة مع البطريق

وصل الأصدقاء أخيرًا إلى التمثال الضخم. كان يقف شامخًا عند المدخل وكأنه يتحداهم.

قال "سمير" بثقة:
— "الآن، علينا فقط أن نحمله وننقله."

حاولوا رفعه… لكنه لم يتحرك ولو سنتمترًا واحدًا.

— "إنه أثقل مما توقعت!"

قال "خالد"، وهو يلهث:
— "ما رأيك أن نجرّه؟"

أمسكوا جميعًا بالحبل، وبدأوا في سحبه… وفجأة، انقطع الحبل، ووقعوا جميعًا أرضًا مثل قطع الدومينو!

المشهد 5: خطة بديلة (وأكثر غباءً)

جلسوا على الأرض، يتألمون ويتبادلون النظرات.

قال "حسن":
— "ماذا لو استخدمنا عجلات؟"

— "من أين سنحضر عجلات؟"

— "لدينا دراجات هوائية…"

تبادلوا النظرات، ثم نظروا إلى تمثال البطريق العملاق، ثم إلى دراجاتهم.

— "مستحيل…"

لكنهم فعلوها.

المشهد 6: البطريق الهارب

ربطوا التمثال بأربع دراجات، وجلس كل واحد منهم على دراجته، ثم بدأوا بالتبديل… ببطء في البداية، ثم بسرعه، حتى بدأ التمثال يتحرك!

لكن المشكلة؟

كانوا في منحدر.

وفجأة، تحرك التمثال أسرع مما توقعوا… ثم أسرع… ثم أسرع!

صرخ "حسن":
— "أمسكوه!"

لكن فات الأوان.

المشهد 7: اصطدام كارثي

اندفع التمثال إلى الشارع بسرعة مذهلة، متجاوزًا حارس المدرسة (الذي كاد يُغمى عليه)، ثم اصطدم بسيارة المدير المتوقفة أمام المدرسة.

حدثت لحظة صمت مرعبة.

ثم… انطلق إنذار السيارة، وتبعه صوت المدير يخرج من منزله وهو يصرخ:
— "مـااااااذاااا؟!"

المشهد 8: الفرار العظيم

نظر الأصدقاء إلى بعضهم.

ثم صاح "سمير":
— "ااااهربوووو!"

جروا بأقصى سرعتهم، واختفوا في الأزقة بينما المدير يصرخ ويلوح بيديه.

المشهد 9: عواقب غير متوقعة

في اليوم التالي، وصلوا إلى المدرسة وهم يحاولون التصرف بشكل طبيعي، لكن الأجواء كانت مشحونة.

وقف المدير أمام المدرسة، وعيناه تضيقان حين مرّوا بجانبه.

— "حسن، تعتقد أنه عرف أننا الفاعلون؟"

— "لا، لا أظن… إلا إذا كان قد شاهد تسجيلات الكاميرا."

— "كاميرات؟!"

— "أوه… لم أخبركم أن هناك كاميرات مراقبة؟"

صرخ "سمير":
— "حسناً، انتهينا!"

المشهد 10: الحكم العادل

استُدعوا جميعًا إلى مكتب المدير، الذي نظر إليهم نظرة طويلة قبل أن يقول:
— "أريد أن أفهم شيئًا واحدًا فقط… لماذا؟"

نظر الأصدقاء لبعضهم، ثم قال "سمير":
— "لأننا اعتقدنا أنك تكره التمثال، وأردنا مساعدتك في التخلص منه."

تجهم وجه المدير، لكنه لم يجد ما يقوله.

وأخيرًا، قال:
— "عقوبتكم هي إعادة الطلاء لسيارتي… والقيام بتنظيف المدرسة لمدة شهر!"

— "ماذا عن التمثال؟"

— "سنتركه… لقد أصبح حديث البلدة بعد تلك الحادثة."

المشهد 11: النهاية (أو بداية جديدة؟)

وهكذا انتهت عملية "البطريق السرية" بنتائج غير متوقعة، لكن رغم العقوبة، أصبح الأصدقاء أبطالًا في أعين طلاب المدرسة.

وفي أحد الأيام، همس "سمير":
— "ما رأيكم في عملية جديدة؟"

قال "حسن"، وهو يرفع يديه مستسلمًا:
— "أنا اعتزلت الجريمة!"

انفجر الجميع ضاحكين، لكنهم علموا أن هذا ليس آخر مغامرة لهم… بل البداية فقط! 🎭

تعليقات